الْمحَبُوبُ بِحقٍّ هُوَ اللَّهُ

أَحْبَبْتُ إِمرأةً، حَفِظَهَا اللَّهُ، وَ أيُّ إمرأَةً. غَيْرَ أَنِّي أُصِبْتُ بِجَمْرِ حُبِّ مَحبُوبٍ تُنْشُدُهُ وَ لا تَجِدُهُ. قُلْتُ لِنَفْسِي:” لِماذا لا أذهبُ إليها و أضمُّها إليَّ لِترتاحَ نَفسِي
و نفسُها”؟ أجابني عَقلِي ، سلَّمَهُ اللَّهُ،” لأجل ذلك يا صاحبي ، عليكَ بِمَهْرٍ، وَ خَاتَمًا ، وَ ذَهَبًا، وَ دَارًا ، وَ عَمَلاً، و مِيعَادًا ثَمِلاً بِعنْجَهِيَّةِ الْعَائِلاتِ و النَّسَبِ”.
و أن ا فَقِيرٌ إلى ربِّي، مسْتُورٌ في دار ابن خال أمِّي، جزاه الله و عَائلتُهُ عنِّي خَيْرَ الْجَزَاءِ، فِي سَعَةٍ و طِيبِ عَيْشٍ، لِي مِنْحَةٌ جامِعِيَّةٌ مَازِلْتُ أَنْتَظِرُهَا، و دِراسَةٌ بالكَادِ أُنْهِيهَا، وَ صَحِيفَةٌ مازِلْتُ أَحْلُمُ بِهَا، و دَارُنَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهم، مَازالوا يُنْفِقُون على بِنايَةٍ فَخْمَةٍ، جَلبَتْ إلينَا عُيُونًا شَمْطاءٌ، لا حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللَّهِ.
أَعْلَمُ أَنَّ أَهْلِي، إنِ اضطررتُهُم إلي بيْداءِ الْعُرْسِ لن يَهِنُوا. لَكِن ماذا بعد الْعُرسِ؟ و هَل صِهْرِي بِهَذا بِهَا الْحالِ يَقْبَلُ، وَ قَدْ أَشار عليَّ بِأنَّهُ لِي أَنْ أتَوسَّعِ؟
وَجَدتنِي أَخَاكَ طَرِيحَ الْفِراشِ، بَيْنَ نَفْسِي وَ عَقْلِي هِرَاشِ، وَ قَلْبِي حمَّالُ الْخِصَامِ مَرِيضٌ مِسْقَامِ. يا لَهذَا الْعامِ.
أَيْقَظنِي عَلِيٌّ بنُ خَالِي، أَكَلْتُ مَعَهُ مَرقةَ و خُبزًا وَ عِنَبَا على مائدَة الْإِطْعامِ، تَخَيَّلْتُهُ إِمرَأتِي معي على الطَّعام. سُرْعانَ مَا فِقتُ، قُلتُ:” لكن من أيْنَ لِي بَيْتًا مِلْكِي، وأثَاثٍ كَهَذا في هَذا الأوانِ؟ ربُّنا يرزقنا في أَقلَّ مِنْ ثَوانِ”.
رَجَعْتُ إِلى الصّلاةِ و الْقُرآنِ. قَرَأتُ سُورةَ الرَّحْمَانِ. دَمَعتْ عَيْنِي لِمَا فِيها مِن الْمَعَانِي، لا سْيَمَ قَولَ الْحَقِّ: ” وَ لِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ”.
قُلْتُ :” الْمَحبُوبُ بِحقٍّ هَوَ اللَّهُ. أَبُثُّ إِلَيْهِ بَثِّي، أفوِّضُ أَمْرِي. أكَونُ مؤمِنا قَويًّا ،لا يَخافُ غَيْرَ اللَّهِ، وَ أَعْزِم إلى إمرأةً أحبَبْتُها في الحلال. “و اللّهُ شَدِيدُ الْمِحالِ”.
عُدْتُ إلى الْكِتابَةِ، و قَدَّ مَرَّ عَليَّ زَمَانٌ أتَصَابَرُ. أَتكَابرُ على الْهمِّ. اسمِي عَلِيٌّ و هِمَّتِي عالِيَّة.

علي محمود غوائدية، تونس- عصر الإثنين 26/10/2015

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *